للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد كان أغنى بحر واحد، ووزن واحد، وهل يتصور في المعقول أن يصلح بحر الطويل الأول للشعر المعبر عن الرقص والنقزان والخفة، أو يظن من الممكن أن تصاغ كلمة الأخطل (١):

خف القطين فراحوا منك أو بكرو ... وأعجلتهم نوى في صرفها غير

في بحر الرجز المجزوء والمخبون، الذي منه قول شوقي (٢):

فم اجتماعنا هنا ... يا عضرفوت ما الخبر

لا أدر تلك ضجة ... حضرتها فيمن حضر

ومن كابر في مثل هذا، فإنما يغالط نفسه في الحقائق، ويسومها طلب المحال.

[النمط الصعب (١)]

هذه الكلمة وصف بها أبو عبيد البكري -لامية تأبط شرًا الحماسية، في شرحه لكتاب الامالي المعروف بسمط اللآلئ، واستعرتها هنا لأصف بها ثلاثة من البحور النادرة في الاستعمال. وهي:

المديد: (العروض الأولى والثانية)، ومثال العروض الأولى:

إن بالشعب الذي دون سلعٍ ... لقتيلا دمه ما يطل


(١) قالها الأخطل في مدح عبد الملك بن مروان، وهجاء زفر بن الحارث "انظر ديوانه صالجاني، ص ٩٨" وهي من عيون الشعر الأموي الجاد.
(٢) رواية (مجنون ليلى) لشوقي. وما أحسب شوقيًا رحمه الله نظمها إلا لتغنى على طريقة الأوبيرا وكذلك فعل، فيما ترجح، في أكثر ما نظم من مسرحياته. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>