للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المقاطع]

أمر المقاطع والنهاية قريب من أمر المطالع والبداية ذلك أنه كما تلتمس روعة المطلع ليقرع الأسماع، كذلك يلتمس حسن المقاطع ليكون مؤذنًا بالخواتيم وقد يصوغ الشاعر آخر بيت في القصيدة صياغة تدل على أنه ختم به قوله: كقول امرئ القيس:

فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة ... كفاني ولم أطلب قليلٌ من المال

ولكنما أسعى لمجدٍ مؤثل ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي

وما المرء ما دامت حشاشة نفسه ... بمدرك أطراف الخطوب ولا آلي

فهذا آخر بيت في القصيدة «ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي» ومكانه بعدد البيتين السابقين له، الممهدين لمكانه، مشعر بالنهاية.

وقد أخذ الصلتان العبدي قوله:

تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة بقي

من هذا البيت.

وقريب من مذهب امرؤ القيس ههنا مذهبه في الضادية حيث قال:

كأن الفتة لم يغن في الناس ساعةً ... إذا اختلف اللحيان عند الجريض

أي ساعة الموت. وقال متمم بن نويرة بعد أن ذكر الشامتين:

فلا يهنئ الواشين مقتل مالك ... فقد آب شانيه إيابًا فودعا

وهذا مشعر بآخر القصيدة. وقال النابغة ونبه على أن بيته هذا خاتمة كلامه:

ها إن تا عذرةٌ ألا تكن نفعت ... فإن صاحبها قد تاه في البلد

<<  <  ج: ص:  >  >>