وهذا ينظر فيه إلى قول النابغة «ها إن ذي عذرة» آخر «يا درامية» لمكان اسم الإشارة مع سائر المعنى كما ترى.
وأحسب أن أبا تمام كما هو أشد قرعًا للأسماع بمطالعه كذلك هو بمقاطعه، والبحتري فيهما معًا دون ذلك، وليس معنى هذا أنه لا يفتتح بما يشعر بالبداية ولا يختم بما يشعر بالختام. فقوله مثلًا:
صنت نفسي بما يدنس نفسي
مطلع قوي وآخر الكلمة:
وأراني من بعد أكلف بالأحـ ... ـرار طرًّا من كل سنخ واس
ولنا عودة إلى عامة مذهبه إن شاء الله عند الحديث على التخلص والاقتضاب وما هو من هذا المجرى من أساليب تماسك القصيدة ووحدتها. ونرى أن نقف الآن شيئًا عند مذهب أبي تمام في نهايات قصائده لاشتمالهن على كثير مما يجري مجرى النقد وقد كان أبو تمام، كما ذكر عنه ابن الأثير في أخريات فصول كتابه المثل السائر «رب معان وصيقل الباب وأذهان».
[وقفة عند خواتيم أبي تمام]
كان لأبي تمام مذهبٌ من الفخر يختم به كثيرًا من قصائده مثل قوله:
فدونكها لولا ليان نسيبها ... لظلت صلاب الصخر منها تصدع
لها أخوات قبلها قد سمعنها ... وإن لم تزع بي مدة فستسمع
قال التبريزي:«أي إن عشت سمعت مني أمثالها» وضبطت الزاي بالكسرة ومدة بالنصب والمعنى على هذا لا يتضح، ووزع من باب وضع وما أرى إلا أن