للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإشارة ههنا إلى أن أبا الطيب قد نظر إليه في مطلع ميميته التي كانت أولى مدائحه لسيف الدولة (١):

وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه ... بأن تسعدا والدمع أشفاه ساجمه

وقد ترى أن البحر واحد وأنه قد جعل الهاء الساكنة آخر النغم وليست الميم التي هذا حرف الروى ببعيدة المعدن من باء أبي تمام وكلاهما مضموم. والأخذ من معنى أبي تمام خفي ولكنه يبدو مع التأمل، إذ قد لجأ من اختصار عادة الشعراء في النسيب والأغراب في ذلك إلى نحو محذو على نهج أبي تمام.

هذا ومن أجود نهايات أبي تمام قوله في البائية الرائعة المطلع الفذة في بابها:

أبقت بني الأصفر الممراض كاسمهم ... صفر الوجوه وجلت أوجه العرب

ومن مقاطع أبي الطيب الحسنة قوله في آخر «على قدر أهل العزم»:

ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقي ... وتفليقه هام العدابك دائم

وقال في آخر كلمته التي أولها:

عقبي اليمين على عقبي الوغى ندم ... ماذا يزيدك في إقدامك القسم

وهو مطلع بارع:

لا تطلبن كريمًا بعد رؤيته ... إن الكرام بأسخا هم يداختموا

ولا تبال بشعر بعد شاعره ... قد أفسد القول حتى أحمد الصمم

وقال في آخر «واحر قلباه» قصيدته المشهورة:

هذا عتابي إلا أنه مقةٌ ... قد ضمن الدر إلا أنه كلم


(١) () ذكرنا من بعد أن العدول عن روي الياء إلى الميم مذهب لأبي الطيب في معارضته لحبيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>