أخذوا هذا من تعظيم أهل الهند للبقر فتأمل ونحو منه قول النابغة:
لكلفتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوى غيره وهو راتع
وكقوله:
فبت كأني ساورتني ضئيلةٌ ... من الرقش في أنيابها السم ناقع
يسهد بالليل التمام سليمها ... لحلي النساء في يديه قعاقع
السليم هو من لدغته الحية، كأنهم يتفاءلون له بالنجاة. وكانوا لا يدعونه ينام يخافون أن يسري السم فيه، فيعلقون عليه حلي النساء ويقعقعون ذلك.
ويبدو لي أن بين الحية والذهب ضربًا من علاقة سحرية. ووصف النابغة للحية الضئيلة الرقشاء السامة مبين دقيق.
وقد جعل قدامة التشبيه من أغراض الشعر. ولا ريب أن الوصف من أغراض الشعر الكبرى، وصلة التشبيه به واضحة.
الوصف المعمود إليه بدءًا:
ونعني بقولنا بدءًا أن الشاعر غرضه الوصف منذ بداية قوله فيه، نجعل ذلك في مقابلة ما يكون البدء فيه بغير ما أخذ الشاعر فيه من ألوان الوصف.
قول امرئ القيس:
وقد اغتدى والطير في وكناتها ... بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
وقول طرفة:
وإني لأمضي الهم عند احتضاره ... بعوجاء مرقال تروح وتغتدي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute