وقول أوس أو عبيد:
إني أرقت ولم تأرق معي صاح ... لمستكف بعيد النوم لماح
قد نمت عني وبات البرق يسهرني ... كما استضاء يهودي بمصباح
تهدي الجنوب بأولاه وناء به ... إعجاز مزنٍ يسوق الماء دلاح
كأن ريقه لما علا شطبا ... أقراب أبلق ينفي الخيل رماح
ههنا التفاتة إلى وصف هذا الحصان الأبلق الأرن.
كأن فيه عشارًا جلةً شرقًا ... عوذًا مطافيل قد همت بإرشاح
وههنا نعت للإبل -جعل البرق كألوان الخيل وجعل الرعد كأصوات الإبل وإرزامها.
دانٍ مسفٌّ فويق الأرض هيدبه ... يكاد يدفعه من قام بالراح
ههنا مبالغة في الأداء من غير مبالغة في نفس الوصف لأن «يكاد» ههنا تدل على بعده إذ فيها معنى النفي.
فمن بنجوته كمن بعقوته ... والمستكن كمن يمشي بقرواح
وأصبح الروض والقيعان ممرعة ... ما بين منفتق منه ومنصاح
وكثير من أوصاف الإبل والخيل وحيوان الدور والوحش والسباع منحو بها هذا النحو.
وقد مر حديثنا عن أوصاف الحسان بما يغني عن إعادته ههنا. وكثير من الأوصاف منحو به المنحى الآخر-وهو الاستطراد، ولعل هذا الضرب أكثر.
فمما يستطرد به الشاعر نعت النواضح والسانية والبساتين في معرض ذكر البكاء ومن أمثلة ذلك أبيات علقمة:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute