للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفريق الشمل". وعلى هذا يكون حذف النتيجة في البيتين لفظيًا لا حقيقيًا.

والغالب على مذهب أبي تمام، إما ذكر النتائج ومقدماتها، وإما حذفها بعد أن يحشد لها من القضايا ما يدل عليها. وهذا شبيه بمذهبه في التأني والتصنيع المحكم.

[الخطابة والإخبار]

تظهر صيغة الخطابة في الطباق الازدواجبي حين يقرر الشاعر معيين متقابلين، أو يحمل واحدًا منهما على الآخر بقصد التأكيد والمبالغة، مثال الأول قول أبي الطيب:

متى لحظت بياض الشيب عيني ... فقد وجدته منها في السواد

ومثال الثاني قوله:

ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مرا به الماء الزلالا

ويمكننا أن نجمل القول فنحكم بأن الطباق الازدواجي لا يتجلى فيه عنصر الخطابة، إلا إذا كان داخلا في حيز الطباق الذي يجمع بين النقائض، أو الطباق الذي يذهب مذهب القياس. وسنذكر تفصيل ذلك فيما بعد.

وتظهر صيغة الخبر في الطباق الازدواجي، إذا عمد الشاعر إلى تأكيد معنى بعرض مناقضه إلى جواره، وليس غرضه من غرض المناقض إلا إظهار المعنى الأول. كما في قول كعب الغنوي:

لقد كان أما حلمه فمروج ... علينا وأما جهله فعزيب

فكون جهله عزيبًا يؤكد كون حلمه مروحًا عليهم. والمزاوجة هنا عروضبة صرفية في الجهل والحلم، موضعية في المروح والغريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>