للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحو من هذا قول حبيب:

طال الظلام أم اعترته وحشة ... فاستأنست لوعاته بسهادي؟

فذكر استئناس لوعات الظلام بسهاد الشاعر، يؤكد معنى قوله: "اعتريه وحشة". والمزاوجة هنا موضعية، لأن "فاستأنست" مناظرة لقوله: "اعترته وحشة".

ومن هذا القري قوله أيضًا.

بياض العطايا في سواد المطالب

وقد أرب الشاعر هنا إذ أدخل الطباق في حيز التشبيه، لأنه افتعل زهرة خارجها المطالب السود، وباطنها العطايا البيض، وجعل ذلك مشبها للنور الذي تفتحه الصبا. وسواد المطالب يؤكد بياض العطايا.

والطباق الذي يعمد فيه الشاعر إلى الجمع بين النقيضين في حكم واحد، أو حمل أحدهما على الآخر، خطابي المنحى من جوهره وسنخه، ويزيد لونه الخطابي وقوع التزواج فيه، مثل قول أبي الطيب:

ولكن ربهم أسرى إليهم ... فما نفع الوقوف ولا الذهاب

وقوله:

فصبحهم وبسطهم حرير ... ومساهم وبسطهم تراب

والحرير والتراب كما ترى متوازنان. والتراب نقيض للحرير، وحمله الشاعر عليه ليؤكد معنى الإدقاع، إذ من يبسط التراب ويتوسده، حري ألا يكون عنده الصوف أو القطن، بله الحرير، وحري ألا يكون عنده شيء.

ويجري هذا المجرى قوله:

ومن فيكففه منهم قناة ... كمن في كفه منهم خضاب

<<  <  ج: ص:  >  >>