تركت مخطوطة هذا الكتاب، منذ تسعة أشهر، عند سيدي الأستاذ الجليل الشيخ "مصطفى السقا". وقد تطوع مشكورًا بتصحيح تجاربها، والإشراف على سير طباعتها. وقد والله كانت مخطوطة رديئة الورق، رديئة الكتابة، متشابهة الحروف متداخلة السطور تكلف الناظر فيها الجهد الشاق، فضلا عن القارئ المحقق المتدبر. وما هي إلا أسابيع حتى جاءت الملازم الأوليات، ناصعة، بهوامشها قلم الأستاذ، يصحح الخطأ، ويستعيد النظر في مختلف الروايات، ويشير إلى هذا المرجع وذاك .. لقد كان الأستاذ السقا وعدني بأن يقوم بأمر هذا الكتاب كقيامي. وشهد الله لو كنت مكانه لعجزت كل العجز أن أحقق تحقيقه، أو أتقن إتقانه. فله مني الثناء الحسن العاطر، وله عند قُراء العربية الكرام، الذين ينظرون في هذا الكتاب -وآمل أن يحمدوه- يدٌ لا تنكر، بهذا العمل القيم الكريم الذي تولاه. فجزاه الله خير الجزاء. ولو شاء -أجزل الله ثوابه- لأنشد قول الحماسي:
يديت على ابن حسحاس بن وهبٍ ... بأسفل ذي الجذاة يد الكريم