للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الثاني

الجناس: (١)

الجناس فيما أرى ضربان: ازدواجي، وسجعي. أما الازدواجي فينظر صاحبه إلى ناحية الزمان من بنية الكلمات التي يستعملها، فيعتمد أن يقارب بينها في الزنة؛ وهو في فعله هذا يشبه صاحب الازدواج، الذي يعتمد المقاربة بين فقراته وجمله في لزنة دون الروي، ومن أجل هذا أطلقنا على هذا النوع من الجناس، اسم الازدواجي ومثاله قول الآخر (٢):

فمجدل ومرمل وموسد ... ومضرج ومضمخ ومخضب

فهذه الكلمات جميعًا تشترك في صيغة "مفعل". ومثال آخر قوله (٣):

أعطى فقيل أحاتمٌ أم خالد ... ووفي فقيل أطلحة أم مصعب

فحاتم وخالد متوازيان، وطلحة ومصعب كلاهما رباعي، والشبه بينهما ليس في قوة الشبه بين حاتم وخالد، ومضرج ومضمخ.

وآمل أن يفرق القارئ بين ما سميناه آنفًا بالتكرار الملحوظ، وهذا الذي اصطلحنا له لقب الجناس الازدواجي. فالتكرار الملحوظ يقع حين تعاد ألفاظ متشابهات المدلول مثل قوله:

بجسرةٍ كعلاة القين دوسرةٍ ... فيها على الأين إرقال وتبغيل


(١) (() راجع باب الطباق في المطلب الثالث، ففيه تصويب وتكملة لما نذكره هنا.
(٢) هو البحتري في بائيته "عارضننا أصلا فقلنا الربرب".
(٣) هو البحتري في بائيته "عارضننا أصلا فقلنا الربرب".

<<  <  ج: ص:  >  >>