للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غدت من الأطيار، واللسان ... يوهمني بأنها إنسان

تنهي إلى صاحبها الأخبارا ... وتكشف الأسرار والأستارا

سكاء إلا أنها سميعه ... تعيد ما تسمعه طبيعه

وربما لقنت العضيهه ... فتغتدي بذيئة سفيهه

زارتك من بلادها البعيده ... واستوطنت عندك كالقعيده

ضيف قراه الجوز والأرز ... والضيف في أبياتنا يعز

تنظر من عينين كالفصين ... في النور والظلمة بصاصين

تميس في حلتها الخضراء ... مثل الفتاة الغادة العذراء

خريدة خدورها الأقفاص ... ليس لها من حبسها خلاص

نحبسها وما لها من ذنب ... وإنما نحبسها للحب

تلك التي قلبي بها مشغوف ... كنيت عنها واسمها معروف

نشرك فيها شاعر الزمان ... والكاتب المعروف بالبيان

وذك عبد الواحد بن نصر ... تقيه نفسي عاديات الدهر

لواحد هذا هو أبو الفرج الببغاء (١)

[التعليمي]

والحديث عن الرجز المزدوج يخرج بنا إلى الحديث عن الرجز التعليمي.

ما لدينا من الرجز المزدوج خطبة طريفة، قالها الوليد بن يزيد، وهي تجري الحكم والأمثال. روى صاحب الأغاني (٧٧: ٧) قال: إن الوليد بن يزيد كان يحاب له على الشراب، فقيل له: إن اليوم يوم الجمعة، وقد حان وقت الصلاة والله لأخطبنهم بشعر. فصعد المنبر فقال:


(١)؟ ؟ ؟ الدهر ٢٥٣: ١، وانظر تجرمة الصابي في الجزء الثاني ص ٢٤١، فله أراخيز مليحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>