وهي طويلة حلوة الألفاظ، وإن كان قد ساند في بعض أبياتها، وفيها أبيات يصف بها برد بغداد، ويستهدي ممدوحه "فروة تكسبه حولا على البرد وقوة" ظريفة جدا.
[حركات الروي]
الفتحة -في القوافي غير الموصولة بضمير أو نحوه- تأتي بالإطلاق. وفي الإطلاق كالصياح، لأنه ألف ممدودة طويلة، ومخرجها من أقصى الحلق. ولذلك فالفتحة دون صاحبتيها، الكسرة والضمة. والشعراء لا يكثرون منها. وأحسن ما تجئ في القوافي الموصولة "بها" التأنيث، لأنها في هذه الحالة، تكون كالجزء من الضمير الموصولة به القافية، لمكان الألف منه. وتحسن في الحروف الشفهية كالميم والباء، لأن مخرجها مباين مخرج ألف الاطلاق. وقد يحسن مجيئها مع اللام والراء أحيانا. ومجيئها مع الياء حسن جدا.
وإذا جاءت ألف الإطلاق نفاذًا للضمير "ها" كما في معلقة لبيد "عفت الديار محلها فمقامها"، فالضمة أحسن مجري يسبقها، كما في ميمات لبيد المضمومة. والكسرة شيء بين بين كما في قول باعث بن صريم من شعراء الحماسة:
سائل أسيد هل ثأرت بوائلٍ ... أم هل شفيت النفس من بلبالها
والفتحة قبيحة، وقد يحسنها أن يكون حرف الروي لاما، كما في قول الأعشى:
وإذا تكون كتيبة ملمومة ... خرساء يخشى الدارعون نزالها