للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكاشرني كرها كأنك ناصح .... وعينك تبدي أن صدرك لي دوي

وهي جيدة في بابها، كما قال صاحب الخزانة (١: ١١١) وأحسبه عني بقوله "في بابها": "في رويها" لغرابته. وقد قال عنها الأستاذ كامل كيلاني في هوامشه على ما اختاره من رسالة الغفران (رسالة الغفران لكامل كيلاني ٧٧): "هي من أجمل الشعر العربي، وأدقه في شرح النفوس وتحليلها، مع براعة في الأداء وقوة الشاعرية". وهذا عندي مبالغة. وأحسن ما في القصيدة ما جاء في أبيات الشواهد:

جمعت وفحشًا غيبة ونميمة ... خصالا ثلاثًا لست عنها بمر عوي (١)

وكم موطن لولاي طحت كما هوى ... بأجرامه من قلة النيق منهوي (٢)

فليت كفافًا كان خيرك كله ... وشرك عني ما ارتوى الماء مرتوي (٣)

يضاف إليها قوله:

وما برحت نفسٌ حسودٌ حشيتها ... تذيبك حتى قيل هل أنت مكتوي؟

[القوافي الحوش]

هي الثاء، والخاء، والذال، والشين، والظاء، والغين، وكلها قد ركبها الشعراء، فلم يجيئوا إلا بالغث، أما الثاء فبحسب الناقد منها ثائية أبي تمام (٤)، وثائية ابن دريد (٥) فكلاهما عاهة. وأما الخاء فما دخلت شعرًا إلا أفسدته. وقد رويت منها أشياء كريهة. والذال على قبحها قد استعملها كثير من المحدثين الأوائل، وأحسب


(١) استشهدوا به في باب المفعول به على تقديم الواو.
(٢) استشهدوا به على الجر بلولا.
(٣) للفارسي فيه رأي غريب، وهو رفع الماء. راجع رسالة الغفران ص ١٥٢.
(٤) ديوانه ٥٠.
(٥) ديوانه ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>