للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللمعري طائية أجاد في أولها وتعمل في سائرها، ومطلعها (١):

لمن جيزة سيموا النوال فلم ينطوا ... يظللهم ما ظل ينبته الخط

ولدعبل مقطوعات حسنة في الطاء. منها ما قاله في أبراهيم بن المهدي، لما ادعى الخلافة في بغداد ولم يكن في خزائنه شيء، وطالبه الجند بالرزق، فجعل يماطلهم، قال يخاطب الجند ويصف حال إبراهيم:

فسوف تعطون حنينيةً ... يلذها الأمرد والأشمط

والمعبديات لقوداكم ... لا تدخل الدار ولا تربط

وهكذا يرزق أجناده ... خليفة مصحف البربط (٢)

والهاء الأصلية عسرة للغاية، وثقيلة غاية الثقل، وقد نظم فيها رؤبة أرجوزة طويلة جاء فيها بنحو "المدة" لغة في "المدح" وهي مما ينتفع به أصحاب المعاجم، لا أصحاب الذوق.

والواو الساكنة كما في "عصوا" قبيحة إن بني شاعرٌ عليها قصيدة كاملة. وكما في "رضوا" و "ولوا" ضعيفة لا تستقل في النطق أو السمع بنفسها. وقد روى المعري في مقدمة اللزوميات أبياتًا من هذا الروي ليحيى ابن أم الحكم.

وأشق الواوات في القوافي هي التي تأتي في أواخر بعض الأسماء المنقوصة، نحو "مرعو"، والروي يكون في هذه الحالة "وى" وليزيد بن الحكم الكلابي كلمة طويلة من هذا القري اختارها صاحب الأمالي (أمالي الدار ١ - ٧٨)، مطلعها:


(١) التنوير ٢ - ١٦٦.
(٢) حنينية: أي الأغاني المنسوبة إلى حنين، وكان مغنيًا شعبيًا بالعراق. نسبة إلى المعبديات: نسبة إلى معبد. والبربط: من آلات الطرب، وكل هذا تعريض بأن إبراهيم مشغول بالغناء عن أمور الدولة. (انظر أغاني بولاق ١٨: ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>