للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"خادية" من خدى البعير يخدي في السير. وقد ذكر الدكتور طه حسين كثيرًا من هذا العبث العلائي، وأحسن هرضه وتحليله في "كتابه مع أبي العلاء في سحنه":

هذا ومن أمثلة الجناس الموهم قول الحريري:

زينب. زينب بقد يقد ... وتلاه ويلاه نهد يهد

فهذا غاية التكليف كما ترى.

[الجناس التام]

ونعني به غير الموهم هنا، وهو أجود أنواع الجناس التام، مثل قول الصلتان:

فاتع المغيرة للمغيرة إن غدت ... شعواء مشعلة كنبح النابح

فالمرء يدرك بالقرينة المانعة، وهي النعي، أن المغيرة الأولى علم، وأن الثانية مخالفة لها في المعنى.

كلمة عن الجناس:

أكثر ما كان يقع من الجناس في كلام المتقدمين، الأصناف الازدواجية والسجعية الحرفية، مخلوطة بأنواع التكرار التي قدمنا عنها الكلام من قبل، مثال ذلك قول أمرئ القيس بن حجر (١):

وقد أعتدى ومعي القانصان ... وكل بمربأةٍ مقتفر

فيدركنا فغم داجنٌ ... سميع بصير طلوب نكر

ألص الضروس، حني الضلوع ... تبوع طلوب نشيط أشر

فهذا مثال جيد لجناس الازدواج- ففغم ودواجن، صيغتان متقاربتان في


(١) مختارات الشعر الجاهلي ص ٨٨ - قوله: فغم وداجن: أراد به كلب الصيد. ألص الضروس. ملتصقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>