للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال "ليس في الحديد". وهذا يشبه ما قدمناه من قول أبي تمامك

وحملت لو أن الهوى لم يجهل

وكل هذه الشواهد نقلناها من كتاب العمدة لابن رشيق، فراجع كلامه في الطباق (٢: ٥ - ١٤).

[آراء القدماء في المطابفة]

نقل لنا ابن رشيق آراء ثلاث فرق في الطباق: فريق الأوائل وفريق المتأخرين، وفريق قدامة والنحاس، وهو فرع من فريق المتأخرين.

أما الأوائل، فيستفاد من كلام ابن رشيق: أنهم كانوا يطلقون المطابقة أو الطباق، على هذه الأصناف الكثيرة من الشعر، التي يعند فيها الناظم إلى كلامٍ سابق، يتحرى أن يلحقه بكلام آخر مواز له، واقع في موقعه، كما تقع أرجل ذوات الأربع مواقع أيديها، على حد تعبير الأصمعي، وكما يقع النعل على المثالـ على حد تعبير الخليل: قال الخليل (١): "يقال طابقت بين الشيئين: إذا جمعت بينهما على خذو واحدٍ وألصقتهما". واستشهد ابن رشيق، على صحة هذا الرأي بقول لبيد:

تعاورت الحديث وطبقته ... كنا طبقت بالنعل المثالا

وعبارة الأصمعي: "المطابقة في الشعر، أصلها وضع الرجل في موضع اليد، في مشي ذوت الربع" وانشد لنابغة بني جعدة:

وخيل يطابقن بالدارعين ... طباق الكلب يطأن الهراسا"

ويفهم من تمثيل الأصمعي والخليل: أن مرادهم بالطباق أوسع مما فهمه


(١) العمدة ٢: ٥ - ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>