للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أنواع الطباق]

إذا نظرنا إلى الطباق من حيث طبيعته وذاته، فهو نوعان: نوع يكون بين الألفاظ المفردة، ونوع يكون بين مدلول التراكيب. فالذي يقع في الألفاظ المفردة فهو نحو التقابل (من حيث الضدية) بين الليل والنهار والباطن والظاهر، والظهر والبطن، ومن ذلك قول ابن المعتز: "هواي هوى باطن ظاهر"، وقول امرئ القيس: "زل عن بطن صخرة إلى ظهر أخرى" والتقابل هنا بين البطن والظهر والصخرة والأخرى، كأنه قال: إلى صخرة غيرها، وأنت تذكر قولنا في الطباق إنه على نية النفي الظاهر أو المضمر. والطباق بين المفردات يكون ملفوظًا مضمر النفي، كما في سائر الأضداد نحو البطن والظهر، وملفوظًا ظاهر النفي، وهذا يدخل في التكرار نحو "يعلم" و"لا يعلم"، وقد سبق الحديث عن هذا! ويكون ملحوظًا داخلا تحت عنصري الإضمار والإظهار، ومثال الإضمار قوله:

فإن تقتلونا في الحديد فإننا ... قتلنا أخاكم مطلقًا لم يكبل

فقوله "مطلقًا" مضاد لقوله "في الحديد" الملحوظ منه معنى المقيد، والمقيد ضد المطلق. ومثال الإظهار:

فإن يك أنفي زال عنه جماله ... فما حسبي في الصالحين بأجدعا

وهذا تكرار خفي بحسب ما قدمنا.

وطباق المفردات المحض شيء نادر لا يقع إلا في الكلام الإخباري المحض نحو: "هذا حلو حامض" أو "زل عن بطن صخرة إلى ظهر أخرى". وأنا في شك إن كان هذا الثاني غير داخل فيه تقابل التراكيب.

والنوع الثاني: هو الطباق الذي يقع بين مدلول التراكيب. ولا بد أن ينضوي تحت هذا طباق المفردات، ويكون واقعًا منه موقع التفصيل من الجملة. ومثال هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>