أمؤثرة الرجال علي ليلى ... ولم أوثر على ليلى النساء
فقوله:"أمؤثرة الرجال""ولم أوثر" فيه طباق النقض والتكرار، وقوله "الرجال والنساء" فيه طباق الضدية. وهو وليلى -إن شئت- ضدان. وكل هذه الطباقات تفصيلية، واقعة في حيز الطباق المركب بين إيثاره ليلى على النساء، وإيثار ليلى للرجال عليه.
ومثال آخر قول حبيب:
فطول مقام المرء في الحي مخلق ... لديباجتيه فاغترب تتجدد
فطول المقام مضاد للاغتراب، ومخلق مضادة للتجدد. وهذه الطباقات التفصيلية واقعة في حيز الطباق الإجمالي المركب، وهو كون الإقامة مخلقة والاغتراب مجددًا.
ومثال آخر قول الغنوي:
لقد كان أما حلمه فمروح ... علينا وأما جهله فعزيب
فالحلم ضد الجهل. والمروح ضد العزيب، وهذه طباقات تفصيلية واقعة في حيز الطباق المركب، وهو كونه قريب الحلم منهم بعيد الجهل عنهم.
ولك إن شئت أن تقول: إن الطباق المركب هو ما أراده النقاد ائقدماء من لفظ المقابلة، أليس ابن رشيق يزعم أن أكثر ما تقع المقابلة في الطباق؟ وأنه ما جاوز الطباق ضدين إلا كان مقابلة؟ على أن رأي الأوائل في المقابلة يشينه اشتراطهم جواز الموافقة فيها، وهذا أمر أحق به التقسيم والموازنة. وقد فطن ابن رشيق لهذا حين