[كلمة شكر للدكتور طه حسين]
لما قرأت تلك المقدمة البارعة الرائعة، الصادقة النبيلة، التي حلّى بها علَّامة العرب، وعميد الأدب، الدكتور طه حسين، صدر كتابي الأول، لم أملِك نفسي أن نظمت هذه الأبيات، وبعثت بها إليه، حفظه الله وتولاه:
عصتني الطيعات من القوافي ... فما أدري وحقك ما أقول
وأعياني البيان، وكيف يجزى ... جميلك أيها الشيخ الجليل
عرفتك في الصبا، وغبرت دهرًا ... وحبك في الجوانح ما يحول
عرفتك في صحائف مشرقاتٍ ... كأن سوادها الطرف الكحيل
كسحر النيل سحرك في فؤادي ... وفيض بيانك الثر النبيل
أُحس تدفق التيار فيه ... بواسق من جوانبه النخيل
ورت بك يا فتى الفصحى زنادي ... وألقى ستره عني الخمول
وطلت إلى الذرا ورأيت نفسي ... يهز خبيئها الزهو الجميل
حمدت سراي نحوك يوم أسعى ... ويحدو همتي أمل طويل
تحف بي المخاوف ما ثلاثٍ ... كأن غموض أوجهها طلول
أخاف شماتة الأعداء إما ... رجعت ولا لقاء ولا قبول
وكم من حاسد قد ود أني ... بعيد العون ناصره ذليل
وكم من وامقٍ يبغي صلاحي ... وحار فما يرى كيف السبيل
بلوتك أريحي القلب شهمًا ... له الغايات والسبق الأصيل
يخلد في كتاب العرب فردًا ... كما خلد المبرد والخليل
بما أمليت من كلمٍ بواقٍ ... على مر الحوادث لا تزول
يضن بها على عبث الليالي ... ويرويهن بعد الجيل جيل
عبد الله الطيب