للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هم أضرعوني لريب الزمان ... وهم ألصقوا الرغم بالمعطس (١)

إذا ركبوا زينوا الموكبين ... وإن جلسوا زينة المجلس

وإن عن ذكرهم لم ينم ... أبوك وأوحش في المأنس

والأبيات الأخيرة تنظر إلى قول المهلهل:

نبئت أن النار بعدك أوقدت ... واستب بعدك يا كليب المجلس

وتحدثوا في شأن كل عظيمة ... لو كنت شاهد أمرها لم ينبسوا

[القوافي النفر]

هي الصاد، والزاي، والضاد، والطاء، والهاء الأصلية، والواو. أما الزاي فجاءت فيها كلمات نادرة كمجمهرة الشماخ، وهي من غريب الكلام، وكزائية الخنساء في صخر (٢):

تعرقني الدهر نهسًا وحزا ... وأوجعني الدهر قرعًا وغمزا

وهي جيدة جدا. وكزائية المتنخل الهذلي التي يقول فيها (٣):

لا در دري إن أطعمت زائركم ... قرف الحتي وعندي البر مكنوز

وهي أجود ما قرأته على الزاي. وقد طال العهد بنصها. فأخشى أن أفسد روايتها إن اعتمدت على الذاكرة وأوردت لك منها أبياتًا.


(١) الرغم: التراب، والمعطس: الأنف.
(٢) الكامل ٢ - ٢٨٧.
(٣) راجع شعر المتنخل في ديوان هذيل (طبع أوروبا). وقرف الحتي: قرف ثمر الدوم. واستشهد به سيبويه على جواز رفع "مكنوز" لمجيئها بعد تمام الكلام. وروى "نازلكم" مكان "زائركم" ١ - ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>