للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سكونًا -وهذا تمثيل، إذ النظم يسبق التقطيع ولكن هذا تقدير له. و «مفعولاتن» التي ذكرها التبريزي ما هي بجزء عروضي خليلي إذ آخر الجزء مفعولات تاء متحركة بلا إشباع ومفعولات جزء وهمي أصله من مس تفع لن بتصييرها لن مس تفع فهذه تساوي مفعولات.

مفعولاتن التي ذكرها التبريزي فاصلة موسيقية كبيرة. أصلها (فعلتن) ثم مطلت حركاتها هكذا: فاعي لا فجاءت فا عي لا تن وهي تساوي مفعولاتن وقد قدمنا أمر معرفة المعري بالإيقاع والموسيقا وكان أبو زكرياء التبريزي تلميذه.

ضربات القلب أكثر الدقات طبيعية بالنسبة إلى الإنسان ومعها حركات النفس. وللقلب ضربتان هما معًا أقرب إلى مسـ -تف- علن منهما إلى فعلن/ فعلن/ الخبيبة، وإذا أضفت إليهما حركة النفس وهي لهما مصاحبة تركب النغم وليست حركة النفس موازنة لقولك فعلن فعلن الخبيبة فهذه أشبه بلهث الكلب وحركة النفس تطول وتقصر.

هذا واعلم -أصلحك الله- أن الوزن كلٌّ واحد لا يتجزأ. وإن زعمنا أن له أجزاء فقصارى الأجزاء أن تبدي لنا منه معالم وأشباهًا ليس إلا. وهو هبة من الله يتفاوت فيها الشعراء، فمنهم العصفور ومنهم الغراب ومنهم الزرزور ومنهم الحمامة ومنهم العندليب ومنهم الحمار ومنهم كأهل النار، {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ}.

وللوزن أمور أربعة تندرج تحته وفي معناه هن البحور والقوافي والإيقاع الداخلي والإيقاع الخارجي.

[البحور والقوافي]

سبق الحديث عنهما في الجزء الأول. وأخذ علينا بعض الناس أننا صدرنا في الذي نسبناه إلى البحور من صلة بالمعاني عن تفكير ذاتي غير موضوعي، وهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>