للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد به في هذا الصدد أن أبا الطيب استعمله في مرثيته لأبي شجاع.

الحزن يقلق والتجمل يردع ... والدمع بينهما عصي طيع (١)

فلجأ إلى الخطابة والتغني دون التأمل، ولذلك تأتي له بعض الإجادة. ومما نختم به كلامنا في هذا الباب هذه القطعة الرائعة التي اختارها ياقوت من نظم الطغرائي (٢):

ولقد أقول لمن يسدد سهمه ... نحوي وأسباب المنايا شرع

والموت من لحظات أحور طرفه ... دوني وقلبي دونه يتقطع

بالله فتش في فؤادي هل يرى ... فيه لغير هوى الأحبة موضع

أهون به لو لم يكن في طيه ... سر الحبيب وعهده المستودع

زعموا أن الطغرائي قال هذه الأبيات وهو مشدود وجند السلطان يصوبون نحوه السهام ليقتلوه، وكان السلطان أوصى من يكتب عنه ما يقوله عند الموت، فلما بلغته الأبيات رق له وعفا عنه، فإن صحت هذه الرواية، فإنها والله مما يرق له الحجر (٣).

[كامليات شوقي]

الكامل كثير في شعر شوقي، ففي ديوانه الأول منه? ? قصيدة، وأكثر ديوانه الثالث كامليات. وعددهن في الثاني ليس بقليل. ولشوقي في الكامل عدة مذاهب. حين يحاكي به أبا تمام، وحيناً يقلد البحتري. وربما حاكي الشريف أو ابن هانئ.


(١) ديوانه: ٥٠٦، أقوى ما في هذه القصيدة الأبيات التي تعرض فيها لذم كافور وموازنة فاتك به، فروح الغضب والحسرة فيها ظاهرة.
(٢) معجم الأدباء ٥٩: ١٠، وقصة الطغرائي كلها مذكورة هناك.
(٣) وما أشبه أن تكون موضوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>