ولأبي الطيب بعد مطالع في ما يبدؤه بالنسيب حسان مثل قوله:
ليالي بعد الظاعنين شكول ... طوال وليل العاشقين طويل
وقوله:
فديناك منم ربعٍ وإن زدتنا كربا ... فإنك كنت الشرق للشمس والغربا
وقوله:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقى ... وللحب ما لم يبق منه وما بقى
وقوله:
تذكرت ما بين العذيب وبارق ... مجر عوالينا ومجرى السوابق
وقوله:
أود من الأيام ما لا توده ... وأشكو إليها بيننا وهي جنده
فهؤلاء روائع وللسمع قوارع.
هذا وقد وهم كثير من الباحثين وأوهموا حين افترضوا أن النسيب قد كان البدء به ضربة لازب، ثم فرعوا من ذلك أنه قد صار عبئًا ثقيلًا عند شعراء العصر العباسي الأول فثاروا عليه، وأن هذا شاهد الحيوية والتطور، وكثر التخريج والتحليل حول أبي نواس خاصة.
[كلمة عن أبي نواس]
قد كان أبو نواس شعوبي اللسان أحيانًا كثيرة كما في قوله:
عاج الشقي على رسم يسائله ... وعجت أسأل عن خمارة البلد
تبكي على طلل الماضين من أسد ... لادردرك قل لي من بنو أسد
ومن تميم ومن قيس ولفهما ... ليس الأعاريب عند الله من أحد