عشية لا الفراق أفاء عزمي ... إلي ولا اللقاء شفي غليلي
والشاهد في الفراق واللقاء، وبينهما طباق، وجناس توازني، وجناس سجعي أيضًا، لمكان القاف. ومن أمثلته أيضًا قول المتنبي:
تمتع من سهادٍ أو رقادٍ ... ولا تأمل كرى تحت الرجام
هذا، وبعد أن نفرغ من ذكر أنواع الجناس، سنورد أمثلة من كلام الشعراء الفحول تظهر فيها حقيقة ما قدمنا ذكره بصورة واضحة، إن شاء الله.
[أصناف الجناس السجعي]
قد فطن القارئ من دون ريب إلى أن بعض ما ذكرناه من أنواع الجناس الازدواجي داخلة في باب الجناس السجعي، مثل الازدواجي المرصع، وما يقع فيه تكرار الحروف من أنواع الازدواجي المقسم، والازدواجي السجعي. فإذا استثنينا هذه، فأهم أصناف الجناس هي الآتية:
السجعي الحرفي، وهو تكرار حرفٍ واحدٍ أو حرفين، من دون تعمد إلى أن تتشابه الأصول. وهذا النوع صنفان: الصف الأول: ما أريد فيه إبراز معنى عن طريق التكرار، مثل قول أبي الطيب:
وأمواهٍ تصل بها حصاها ... صليل الحلي في أيدي الغواني
فالصادات مع ألفات المد واللامات هنا، تنقل صوت صلصلة الماء إلى السامع.
ونحو من هذا قول عنترة:
جادت عليها كل بكرٍ حرةٍ ... فتركن كل قرارةٍ كالدرهم
فالسامع لا يملك إلا أن يربط بين جرس الراءات وصورة المطر المنهل من