هذا الوزن رجزي أصله البسيط المنهوك أو المنسرح المنهوك، وكلاهما ذو لون جنسي، ولكنه خال من اللون الجنسي كل الخلو، وسبب ذلك قصره الشديد، ولا بد في الأوزان الجنسية من تكفؤ. وهذا الوزن بصيغته "مستفعلن مفعول" و"مستفعلن مفعو" كثيرًا ما يرد في الكلمة الواحدة، من ذلك قول شوقي في رواية مجنون ليلى (٤٥ - ٤٦):
هلا هلا هيا اطو الفلا طيا وقرب الحيا للنازح الصب
جلاجل في البيد شجية التغريد كنغمة الغريد في الفنن الرطب
أناح أم غنى أم للحمى حنا جليجل رنا في شعب القلب
إلى آخر ما قاله
وهذا نشيد حلو عذب، ولمثله يراد هذا البحر.
[بحر المجتث (٦)]
هذا بحر قصير ليس بجنسي اللون، ولو أريد به إلى ذلك أطاع، وقد عده ابن عبد ربه أحلى البحور. وقال فيه إسحق الموصلي وهو يتغنى بحضرة الرشيد:
اسمع للحن خفيف ... من صنعة الأنباري
ووزنه:"مستفعلن فاعلاتن أو فعلاتين" مرتين
والخفة والظرف جاءاه "فاعلاتن"، ولو كان استمر على "مستفعلن" لكان رجزًا ليس إلا: ولو كانت فاعلاتن تقدمت لكان جنسي اللون فيه تكفؤ. ومثاله من العبث: