للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورد بعضها في الأخبار القديمة، كما ورد في الخبر الذي روي عن النابغة أنه كان يقوي أو يكفئ (اللسان، كفأ) وكالخبر الذي رووه عن بشر بن أبي خازم في الإقواء (المفضليات، شرح الأنباري، بيروت? ? ? ? -٦٥٨ - ٣٤). وقد جمع المعري هذه الاصطلاحات في بيتين من شعره في سقط الزند، قال يصف الغراب:

من شاعر للبين قال قصيدة ... يرثي الشريف على روي القاف

بنيت على الإيطاء سالمة من الـ .. إقواء والإكفاء والإصراف (١)

وقال يصف البدو:

بناة الشعر ما أكفوا رويًا ... وما عرفوا الإجازة والسنادا (٢)

وفي مقدمة اللزوميات كلمة وافية عن القافية ومستلزماتها وعيوبها، وكذلك في كتاب العمدة لابن رشيق. وكل ما يهمنا أن نعقب على كلام النقاد، في أربعة من هذه العيوب، وهي الإقواء والإيطاء والسناد والتضمين.

[الإقواء]

كان الشعراء الأوائل يتحاشون الإقواء بالفتح بالكلية مع أحرف الروي المكسورة أو المضمومة، كما كانوا يتحاشون الإقواء بالكسر أو الضم مع حرف الروي المفتوح، فلا تجدهم يجيئون بقواف نحو: آبا، آبو، أو كتبًا، كتبي، كتبوا في قصيدة واحدة. إلا أنهم كثيرًا ما كانوا يأتون بالقوافي المكسورة مع المضمومة والعكس بالعكس، وهذا ما وقع للنابغة في داليته:


(١) شرح التنوير على السقط (مصطفى محمد) ٢ - ٧٩ - ٨٠، والبيتان من قصيدة رثى بها المعري أبا الشريف الرضي، وذكر الغراب لأنه ينبئ أبناء الشؤم.
(٢) نفسه ١ - ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>