للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من آل مية رائج أو مغتدي ... عجلان ذا زادٍ وغير مزود

زعم البوارح أن رحلتنا غدًا ... وبذاك نبأنا الغداف الأسود (١)

والبوارح: هي ما يتشاءم به من طير.

ويظهر أن الأذواق الجاهلية كانت تقبل هذا، ولعل السبب في قبولها له أنهم كانوا يقفون كثيرًا بالسكون في القوافي المطلقة فيقولون: مزود، والأسود (٢) ولكن أذواق المحدثين وأكثر شعراء الإسلام نبت عن الإقواء فتجنبوه في منظوماتهم.

وقد كان هذا من المتأخرين تحسين وتجويدًا في الصناعة. ألا تجد الإقواء حين يقع في القطع والقصائد الجاهلية كثيرًا ما يفسد موسيقاها وينقص من قدرها؟ ألا تجدك تود أن لم يقل الحرث في معلقته:

ملك المنذر بن ماء السماء


(١) مختارات الشعر الجاهلي مصر ١٩٥٢ - ٢٢٧.
(٢) انظر الكتاب طبعة بولاق- باب وجوه القوافي في الإنشاد. ٢ - ٢٩٨، قال: من (ص ٣٠١): سمعت ممن يروي هذا الشعر من العرب ينشده:
لا يبعد الله أصحابًا تركتهم ... لم أدر بعد غداة البين ما صنع
يريد صنعوا، وقال:
لو ساوفتنا بسوف من تحيتها ... سوف العيوف لراح الركب قد قنع
يريد قنعوا وقال:
طافت بأعلاقه خود يمانية ... تدعو العرانين من بكرٍ وما جمع
يريد جمعوا. وأخطأ الأعلم في تفسير ساوفتنا، وإنما عنى الشاعر التقبيل. وانظر المادة في الأساس. ولعله أصاب وأخطأ، لأن في التحية ما يكون بالأنف والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>