تمنيت قويقًا والصراة حيالها ... ترابٌ لها من أينق وجمال ولكن النهج الجريري والبحتري كان هو الغالب على الشعراء. (٢) قال أبو علي القالي (ديل الأمالي ١٣٦): قال أبو عبيدة لما ولى أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان سعيد بن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهم خراسان، سار فيمن معه، فأخذ طريق فارس، فلقيه بها مالك ابن الريب بن حوط بن قرط بن حسل بن ربيعة بن كابيه بن حرقوص بن مازن. (قال) وكان مالك بن الريب فيما ذكر من أجمل العرب جمالا، وأبينهم بياتًا، فلما رآه سعيد أعجبه، و (قال) أبو الحسن المدائني: بل مر سعيد بالبادية وهو منحدر من المدينة يريد البصرة حين ولاه معاوية خراسان، ومالك في نفر من أصحابه، فقال: ويحك يا مالك، ما الذي يدعوك إلى ما يبلغني عنك من العداء، وقطع الطريق؟ قال: أصلح الله الأمير، العجز عن مكافأة الإخوان. قال: فإن أنا أغنيتك واستصحبتك، أتكف عما تفعل وتتبعني؟ قال: نعم، أصلح الله الأمير، أكف كأحسن ما كف أحد. فاستصحبه وأجرى عليه خمسمائة دينار في كل شهر. وكان معه حتى قتل بخراسان. (قال) ومكث بخراسان فمات هناك، فقال يذكر مرضه وغربته. وقال بعضهم: بل مات في غزو سعيد، طعن فسقط وهو بآخر رمق. وقال آخرون: بل مات في خان فرثته الجان لما رأت من غربته ووحدته، ووضعت الجن الصحيفة التي فيها القصيدة تحت رأسه، والله أعلم. انتهى كلام أبي علي.