للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها ما يصلح له الوافر من انفعال وخطابة. وقد وفق فيها حافظ رحمه الله إلى لفظ سلس وأداء مستقيم.

وبحسبنا هذا القدر عن بحر الوافر.

[الطويل والبسيط]

هذان البحران في الشعر العربي بمنزلة السداسي عند اليونان، والمرسل عند الإنجليز، والمزدوج عند فرنجة القرن الثامن عشر. والبسيط منهما يحل المكان المتقدم في شعر العامة باسم «الكان وكان» أو «الدوبيت» علاوة على أنه مقدم مرموق المكان بين أشعار الفصحاء (١).

أما الطويل، فوزنه من المتقارب كله. وأقرب وسيلة إلى معرفة رنته أن تأتي بتفعيلة من المتقارب التام. ثم بتفعيلة من الهزج، وتكرّر ذلك أربع مرات على التوالي. وهاك أمثلة توضح ذلك: تفعيلة المتقارب هي «فعولن» وتعادلها كلما «دجاج»، وتفعيلة الهزج هي مفاعلين، وتعادلها كلمة «دجاجات»، فتفعيلات الطويل هي إذن:

دجاج دجاجات دجاج دجاجات ... دجاج دجاجات دجاج دجاجات

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلين

فعولن فعولفعو، فعولن فعولفعو ... فعولن فعولفعو، فعولن فعولفعو

فهو كما ترى من المتقارب. ولا يجيء تامًا على هذه الصيغة في الكلام المنظوم، فالشعراء أحكم من أن يأتوا به رتيبًا هكذا، ولكنهم يجرون فيه أنواعًا من التغيير والتنويع. وقد حصر العروضيون هذه التغييرات في ثلاثة أنواع سموها الطويل


(١) في السودان يسمون الكان وكان بالدوبيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>