للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن فتنة المرء ببنيه وبشعره كثيرًا ما تُعميه عن الحق. ولا ريب أن فتنة المرحوم حافظ بشعره أعمته عن مواضع الضعف فيه. ومن الغريب حقًا أن تجد هذا الرجل الرفيع النثر يرضى لنفسه بالركاكة في الشعر وأسلوب الصحافة المبتذل فيجيء بمثل قوله:

بحمد الله ملككم كبير ... وأنتم أهل مرحمةٍ وجود

خذوه فأمتعوا شعبًا سوانا ... بهذا الفضل والعلم المفيد

وكقوله:

وهل في دار ندوتكم أناس ... بهذا الموت أو هذا الجمود

فهذا نثر صحفيّ ليس فيه رونق الشعر. على أني لا أنكر له في هذه القصيدة أبياتًا صالحة كقوله:

أذيقونا الرجاء فقد ظمئنا ... بعهد المصلحين إلى الورود

ومنوا بالوجود فقد جهلنا ... بفضل وجودكم معنى الوجود

إذا اعلولي الصياح فلا تلمنا ... فإن الناس في جهد جهيد

على قدر الأذى والظلم يعلو ... صياح المشفقين من المزيد

جراح في النفوس نغرن نغرا ... وقد كن اندملن على صديد

إذا ما هاجهن أسىً جديدٌ ... هتكن سرائر القلب الجليد

إلى من نشتكي عنت الليالي ... إلى العباس أم عبد الحميد

ودون حماهما قامت رجال ... تروعنا بأصناف الوعيد

والأبيات الثلاثة الأول لا تخلو من ابتذال، ولكن سائر هذه القطعة جيد،

<<  <  ج: ص:  >  >>