للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنة لانتصاره لمذهبهم على النظام، وعند من ذكرنا من المستشرقين لظنهم انحرافه عن الإسلام والعربية، وعند بعض القوم من المعاصرين إذ عندهم أن هذا مدنيه من التجديد وبذلك عظم أمره عندهم جدًّا. ولله در أبي العلاء إذ يقول:

إذا صدق الجد افترى العم للفتى ... مكارم لا تكرى وإن كذب الخال

[أندرو مارفيل وأبو الطيب]

أندرو مارفيل من طبقة الشعراء الإنجليز الذين كان يقال لهم «الميتافيزيقيون» The Metaphysical Poets- أي شعراء ما وراء الطبيعة. وهم طبقة من شعرائهم جمعوا بين مذهب من تعمق الأخيلة والمعاني مع نفس ديني تعبدي أو شبيه بالتعبدي. وقد ولد أندرو مارفيل هذا سنة ١٦٢١ م (١٠٢٩ هـ) ومات سنة ١٦٧٨ م (١٠٨٧ هـ). تخرج من جامعة كمبردج وعمل مع الشاعر الشهير جون ملتون مساعدًا له إذ كان يتولى أحد دواوين دولة أوليفر كرومويل. كان أندرو مارفيل من أصدقاء جون ملتون ومن مناصري ثورة أوليفر كرومويل ومن رجالات السياسة، وكان من أعضاء البرلمان إلى وقت وفاته. واهتم بشعره النقاد المعاصرون كثيرًا، وكان الشاعر الكاتب الناقد ت. س إليوت معجبًا به منبهًا على إحسانه.

أول العهد بمعرفة هذا الشاعر كان في أوائل الأربعين من هذه المائة الميلادية إذ كنا بالمدارس العليا بالخرطوم فاختار لنا أستاذ الإنجليزية من حديقته ومن سيدته الخجول - (بالإنجليزية The Garden و To His Coy Mistress) فبدا، وكنت في تلك الفترة أقرأ شعر العقاد واستحسن، وما زلت، منه غير قليل، أن هذا أي العقاد قد نظر في شعر مارفيل وأضرابه الميتافيزيقيين وأخذ منهم، كقوله مثلًا:

لمن الجمال تعده ... أتعده للناهبينا

أم للذين تسللوا ... ختلا فطوبى للذينا

<<  <  ج: ص:  >  >>