للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحو:

فخروا لخالقهم سجدا ... ولو لم تغث سجدوا للصلب

ونحو:

هنيئًا لضرب الهام والمجد والعلا ... وراجيك والإسلام أنك سالم

ونحو:

أرى المسلمين مع المشركيـ ... ـن إما خوف وإما رهب

وأنت مع الله في جانب ... قليل الرقاد كثير التعب

كأنك وحدك وحدته ... ودان البرية بابن وأب

وهذه عقيدة النصارى، فقد جعلهم من المشركين- ومثل هذا هم معذورون إن كرهوه ثم زعموا أنهم تقززوا منه، وهو من محاسنه كما لا يخفى. ونحو قوله:

ويستنصران الذي يعبدان ... وعندهما أنه قد صلب

ليدفع ما ناله عنهما ... فيا للرجال لهذا العجب

ونحو قوله في السبي:

تبكي عليهن البطاريق في الدجى ... وهن لدينا ملقيات كواسد

وقوله:

فكلما حلمت عذراء عندهم ... فإنما حلمت بالسبي والجمل

وأما أبو نواس فكالمسلم بزندقته وشعوبيته فهذا يحببه أيضًا إلى من يتعصب من المستشرقين وهم الكثرة. وقد مر بك أنا لا نسلم بهذا الذي كأنه مسلم به في قضية أبي نواس. وقد رزق -رحمه الله- بعد موته حظًّا عند العامة فجعلوه من أهل النوادر وقرنوه بجحا، وعند المجان لما يروى من خلاعته ومجونه، وعند النقاد لجودة شعره الذي يجوده ولكأن الجاحظ قد قارب تقديمه على بشار، وعند أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>