وأما أبو نواس فكالمسلم بزندقته وشعوبيته فهذا يحببه أيضًا إلى من يتعصب من المستشرقين وهم الكثرة. وقد مر بك أنا لا نسلم بهذا الذي كأنه مسلم به في قضية أبي نواس. وقد رزق -رحمه الله- بعد موته حظًّا عند العامة فجعلوه من أهل النوادر وقرنوه بجحا، وعند المجان لما يروى من خلاعته ومجونه، وعند النقاد لجودة شعره الذي يجوده ولكأن الجاحظ قد قارب تقديمه على بشار، وعند أهل