للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الأول

عيوب القافية ومحاسنها وأنواعها

قد تحدثنا عن عيوب القافية الموحدة الملتزمة من وجهة النظر المعاصرة، والآن ندير دفة الحديث إلى جانب آخر، فنحدثك عن عيوبك القافية، ثم عن محاسنها من وجهة النظر التقليدية، وفي عرف أرباب الصناعة.

أجمع العلماء على استقباح: الإيطاء، والإقواء، والسناد، والإكفاء، والإصراف والإجازة، والتضمين، إن وقع شيء منها في كلام الشاعر.

أما الإيطاء، فهو تكرار القافية بعينها. والإقواء: هو المخالفة بين حركات الإعراب في القوافي، كأن تجئ ببعضها مرفوعا وببعضها مجرورا. والإكفاء، والإجازة، والإصراف: قيل هي الإقواء نفسه. وقيل: هي اختلاف حركات التوجيه (١)، والدخيل (٢). وقيل: اختلاف أحرف الروي مع تقارب بينها في المخارج، كأن يجيء الشاعر بطاء فيما رويه دال، أو ميم فيما رويه نون، وأنشدوا لابنة أبي مسافع، ترثي أباها وكان قد قتل دون جيفة أبي جهل ببدر (٣):

وما ليث غريفٍ ... ذو أظافير وإقدام


(١) التوجيه: هو مثل حركة العين في كلمة "منقعر" إذا كانت الراء الساكنة هي حرف الروي.
(٢) الدخيل: هو الحرف المقحم بين ألف التأسيس وحرف الروى كالميم من "حاملو"، إذا كانت قافية، فالألف تأسيس، والميم دخيل وكسرتها اسمها إشباع، واللام روي وصمته مجرى، وحركة الخاء المهملة اسمها رس.
(٣) راجع اللسان (صرف) و (كفأ) و (جاز).

<<  <  ج: ص:  >  >>