للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كحبي إذ تلاقوا و ... وجوه القوم أقران

وبالكف حسام صا ... رم أبيض خذام

وقد ترحل بالركب ... فما تخني بصحبان

أي لا تقول لهم سفها.

والسناد: يطلق على عيوب كثيرة، أهمها أن تخالف بين أنواع الردف (١) (ما لم يكن واوا أو ياء ناشئتين عن إشباع). والتضمين: هو أن تعلق قافية البيت على ما بعدها، فلا تكاد تستقل بنفسها، كما في قول الفرزدق يصف امرأة (٢):

فلو أن ذرًا أو أباه رأى التي ... رأيت أبت عيناه أن تتأخرا

إذن لرأى مثل التي ظل راينا ... إلى فرعها داود حتى تحدرا

إليها من المحراب وهو على الذي ... يفصل فيه كل شيءٍ مسطرا

والإشارة في أول بيت إلى أبي ذر، وفي الثاني إلى قصة داود وكانت له تسع وتسعون امرأة. والشاهد في قوله: تحدرا (٣). والفرع: هو الشعر.

وهذه الاصطلاحات التي ذكرناها قديمة موروثة عن العرب الأوائل، ويدل على ذلك اختلاف العلماء في تفسيرها. وقد ورد بعضها في الشعر الأموي. وقال ابن الرقاع (أغاني الدار ٩ - ٢١٧):

وقصيدةٍ قد بت أجمع شملها ... حتى أقوم ميلها وسناها


(١) الردف: واو أو ياء تجيء قبل الوي، مثل الواو في "موجود"- الواو التي بين الجيم والدال، ومثل الياء في "عيدو" والواو في "لونا" والياء في "بينا" واجتماع مثل "بونا" و"بيتا" في القوافي سناد. وكذلك اجتماع نحو "لدنا" و "لينا" أما اجتماع نحو "بيدو" و"دودو" فهو جائز. وحركة ما قبل الردف كحركة الباء في "بيدو" تسمى حذوًا.
(٢) ديوان الفرزدق تحقيق الصاوي ٢ - ٤٣٠ - ٤ - ٦.
(٣) التضمين في "تحدرا" هو أنها تطلب ما بعدها طلبًا شديدًا ولا تستقل بدونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>