مأخذ مردود، إذ صدرنا عن تذوق الشعر المأخوذ من المشايخ ومن الكتب. وقد استشهدنا بأمثلة كثيرة على ما نقول به. وليست الموضوعية أن تنقل ولكن أن تبني ما تصل إليه من نتائج على مذهب وطريقة. وقد صدرت في الستين كتب من تصانيف القدماء فيها ما يصحح ما ذهبنا إليه ويثبتنا على الطريق الذي سلكناه من الاستقراء. ففي كتاب القوافي لسعيد بن مسعدة أبي الحسن (وهو الأخفش الأوسط): نجده أفرد ستة ابحر بالتقديم على غيرها ما افترقنا عنه في شيء منها إلا المديد فإنا جعلناه في ما سميناه -اقتداء بأبي عبيد البكري في سمط اللآلي- النمط الصعب، وابتدأنا به في تقسيم البحور واحتججنا في ما ذهبنا إليه بسبق أبي عبيد وبمثل سبقه في علمه ودقة تحصيله وسعته يقتدى. ولو وصلتنا من المديد قصائد كثيرة كالتي في الطويل والبسيط والكامل لكان مكانه معهن بلا ريب ولقد كانت لجيل الأخفش رواية واسعة ليس لدينا منها معشارها. وأطول ما نعلمه من المديد لامية تأبط شرًّا وقد قيل فيها ما قيل. على أنا قد نبهنا إلى مكان المديد الذي منه كلمة امرئ القيس: