فعنوان الهامش الذي وضعه محقق كتاب العمدة الشيخ محي الدين عبد الحميد رحمه الله وهو أجزاء التفاعيل عند قول ابن رشيق «وجميع أجزاء الشعر تتألف من ثلاثة أشياء سبب ووتد وفاصلة إلخ». أراد به جمع قولهم «تفعيل» أي تقطيع البيت على الأجزاء لا على لفظه. وقول المعاصرين تفعيلة بصيغة المرة من التفعيل كأنما أرادوا به ترجمة قولهم بالإنجليزية «فوت» foot أي قدم وهو الذي صرح به الدكتور محمد مندور في كتابه في الميزان الجديد (مصر ١٩٤٤ ص ١٧٥) ويطلق قولهم «فوت» على جزء الوزن في أشعارهم وأنواعه أربعة، الأول مقطع ضعيف بعده مقطع شديد ويقال له أيامبيك Iambic ومثل له أنطوني بيرغس في أخريات كتابه عن الأدب الإنجليزي بأمثلة منها Away ويشبهها قولنا تتا -فعول. واللفظ الإنجليزي تختلف طريقة النطق به عن اللفظ العربي وإنما أردنا التقريب. والنوع الثاني مقطع شديد بعده مقطع ضعيف ويقال له تروتشيك Trochaic ومثل له بأمثله منها Father ويشبهها قولنا: تات، فعل. والنوع الثالث مقطعان ضعيفان بعدهما مقطع شديد ويقال له أنبيستك Anapaestic ومثاله go away (ت تتا- فعلن) والنوع الرابع مقطع شديد بعده ضعيفان ويقال له دكتلك Dactylic ومثاله merrily أي نحو تاتت وفاعل على وجه التقريب.
هذا وقاد بعض المعاصرين الباحثين في علم الأوزان، (وقد كثر الإقبال عليه بأخره)، مقال التبريزي إلى أن يتعقبوا الخليل، فزعموا أن رنات مف * عو * لا * تن *) أصل في إيقاع الشعر ونقرات أوزانه. وفي هذا نظر. وأحسب أن التبريزي عدل عن «فعلن فعلن» لمكان سكون العين وهي في أصل الجزء «فاعلن» أول الوتد المجموع (علن) فمكان السكون شاذ. ويجوز تخريج ذلك على أن كسرة العين اختلست، ثم حذفت الألف قبلها وأخلص الاختلاس