للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغناء عند العرب قديم، وقلت أمة من الأمم تخلو من تجويد الغناء على منهج لها. قال عبد يغوث الحارثي:

أحقًّا عباد الله أن لست سامعًا ... نشيد الرعاء المعزبين المتاليا

وقالوا إن وفد عادٍ في الزمان القديم شغلتهم الجرادتان المغنيتان عما قدموا له من الاستسقاء وإلى ذلك أشار عمرو بن أحمر في قوله:

كشراب قيلٍ عن مطيته ... ولكل أمرٍ واقعٍ قدر

وجرادتان تتغنيانهم ... وتلألأ المرجان والشذر

وفي كتاب الوافي للتبريزي بمعرض الحديث عن الخبب استشهد بالكلمات المنسوبة إلى علي كرم الله وجهه:

حقًّا حقًّا حقًّا حقًّا ... صدقًا صدقًا صدقًا صدقًا

يابن الدنيا جمعًا جمعًا ... إن الدنيا ق غرتنا

يابن الدنيا مهلًا مهلًا ... اسنا ندري ما فرطنا

ما من يوم يمضي عنا ... إلا أوهى منا ركنا

ما من يوم يمضي عنا ... إلا أمضي منا قرنا

ثم قال: «فإن شئت جعلت تقطيع هذه الأبيات على «فعلن فعلن» فتكون على ثمانية أجزاء، وإن شئت جعلت تقطيعها على مفعولاتن فتكون على أربعة أجزاء». أ. هـ. الأجزاء هي ما نسميه الآن التفعيلات، جمع تفعيلة.

أحسبنا استخففنا هذه اللفظة «التفعيلة» وليست بدقيقة، والصواب أن يقال لمثل «فعولن» ولمثل «مستفعلن» جزء. وكانوا يقولون التقطيع لنحو قولك في:

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض

أبا من -ذرن افنيـ -تفستبْ- قبعضنا إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>