فقوله: لم يجهل، معناه قريب من حلم.
ومنأمثلة النفي المضمر، ما يأتي الشاعر فيه بكلمات متضادة، كقول امرئ القيس:
بماء سحاب زل عن ظهر ضخرة ... إلى بطن أخرى طيب طعمه خصر
فبطن ضد ظهر، وأخرى ضد صخرة. وكأنه قال؛ إلى صخرة غيرها.
ويجري هذا المجرى قوله:
مكر مفر مقبل مدبر معا ... كجلمود صخر حطه السيل من عل
فكل هذا من باب التكرار النفي، المستغنى عنه بلفظة واحدة.
ويجري هذا المجرى أيضًا، قول طفيل الغنوي يصف حصانًا، بأنه قوي ساهم الوجه، لم تقطع عروقه من مرضٍ:
بساهم الوجه لم تقطع أباجله ... يصان وهو ليوم الروع مبذول
فقوله: "يصان، ومبذول" ضدان، باطنهما تكرار، أي يصان، ولكنه يوم الروع لا يصان.
وقد يعمد الشاعر إلى لفظة واحدة فيجعلها ضدا لكلام سبق منه، مثل قول الآخر:
فإن قتلونا في الحديد فإننا ... قنلنا أخاكم مطلقًا لم يكبل
فقوله "مطلق" ضد لقوله "في الحديد". وقوله "لم يكبل" نفي في الظاهر لقوله "في الحديد"، وتكرار في الباطن لقوله "مطلق"، أو لقوله "في الحديد"، كأنه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute