للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمقاليتا الأولى غير الثانية (١)، غير أنك تتوهم أنك تتوهم أنه كرر كلمة واحدة. ونحو قزل الأخر، وهو مما يكثرون الاستشهاد به:

فدارهم ما دمت في دارهم ... وأرضهم ما دمت في أرضهم

والإيهام في هذا ضعيف نوعًا ما.

ومن أبغض أنواع الجناس الموهم التام التشابه في الحركات والسكنات، قول المعري:

مطايا مطايا وجد كن منازل ... منازل عنها ليس عني بمقلع (٢)

والشاهد في قوله: "مطايا مطايا"، فماطا الأولى: فعل مضارعه يمطو، بمعنى مد يمد. والياء بعدها: للنداء. ومطايا الثانية: كلمة واحدة، جمع مطية.

وقد يكون الجناس الموهم غير تام التشابه في الحركات والسكنات، مثل قول المعري في البيت الذي استشهدنا به آنفًا "منازل" في الشطر الأول، و"منازل" في الشطر الثاني فشكلها في الخط موهم، والنطق بها متقارب المخارج. ومنًا: أراد به القدر. وزل أراد به الفعل الماضي الذي مضارعه يزل.

ومن هذا الضرب أصنافٌ كثيرة في اللزوميات نحو قوله:

خوى دن شربٍ فاستراحوا إلى التقى ... فعيسهم نحو الطواف خوادي (٣)

والشاهد في قوله: "خوي دن" و"خوادي"، الأولى: فعل وفاعل، والثانية: جمع


(١) مقاليتا: أي مدليتا، والليت: هو العنق، والجملة صفة للغزال، ومقاليت الثانية: جمع مقلات: وهي القليلة الولد. وأراد بها النياق.
(٢) من قصيدته "تحية كسرى في السناء وتبع" وهي سقيطة- يقول: أثاركن أيتها المطايا رؤية المنازل التي سلمت من حدثان الدهر ولم أسلم منه.
(٣) مطلع في اللزوميات. انظر الدال.

<<  <  ج: ص:  >  >>