للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوزن، سميع وبصير وطلوب، كلها من وزن عروضي واحد، والأوليان متساويتان في الوزنين الصرفي والعروضي، والقافية موازنة "لفغم" ومتشابهة "لداجن". وقوله: "ألص الضروس"، "حني الضلوع" جناس ازدواجي تقسيمي كامل الأطراف. وقل "تبوع طلوب نشيط" مثل ما قلنا في "سميع بصير طلوب"، مع ملاحظة أن الشاعر قد عكس الوضع الصرفي هنا.

ومثال آخر قوله من نفس الكلمة، في صفة الفرس:

وأركب في الروع خيفانة ... كسا وجهها سعف منتشر (١)

لها حافر مثل قعب الوليـ ... ـد ركب فيه وظيف عجر (٢)

لها ثنن كخوافي العقا ... ب سود يفين إذا تزبئر (٣)

وساقان كعباهما اصمعا ... ن لحم حماتيها منبتر (٤)

لها عجز كصفاة المسـ ... يل أبرز عنها جحاف مضر (٥)

لها ذنب مثل ذيل العروس ... تسد به فرجها من دبر


(١) أي أركب عند الحرب فرسًا كأنها الجرادة في الاستواء والضمر واتساع الصدر والامتداد والخفة، والخيفانة: هي الجرادة. وعنى بالسعف المنتشر: ما يتدلى على وجهها من السبيب.
(٢) القعب: هو القدح من اقرح، وأراد اتساع الحافر والوظيف: هو عظم الساق مما يلي الحافر. والعجر الغليظ: أي لها حافر رجب ركب عليه عظم ساقها الغليظ.
(٣) الثنن: ما خلف مؤخر الحافر من الشعر، ووصفه بالكثرة، وشبهه بخوافي العقاب، وهي ما دون جناحها الأمامي، وقوله: يفين من وفي: أي يشملن وينتشرن، إذا تزبئر: إذا تنتفش.
(٤) أصمعان: أي قويان. والحماة: عضلة الساق، وقوله: منبتر: أي كأنه منبتر لصلابته.
(٥) الصفاة: الصخرة، والصخرة التي تكون في مجرى السيل توصف بالصلابة والملاسة، فعجز هذه الفرس جمع القوة إلى الملاسة. والجحاف: هو السيل. والمضر إما من الضرر بمعناه المعروف، وإما بمعنى قريب قال الآخر:
لام الأرض ويل ما أجنت ... بحيث أضر بالحسن السبيل
أي قارب الحسن، والحسن جبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>