للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي صار ذكرهم كالأنثى من العجز، وهذا كمثل قوله "يحهد مرا به الماء الزلالا" ومجيء الطباق الازدواجي مع هذا النوع النقيضي من الطباق، لا يعني الخطابة ضربة لازب. ومع أن هذا النوع تغلب عليه الخطابة وهي من جوهره، يقع إيراده على أسلوب الخبر، كثيرًا عند الشعراء المتأنين، وأكثر ما يفعلون ذلك بأن يقدموا الحكم، ثم يفرعوا عليه بذكر النقائض، هب، مثلا، أبا الطيب لم يقل:

ولكن ربهم أسرى إليهم ... فما نفع الوقوف ولا الذهاب

ولم يقل:

ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مرا به الماء الزلالا

ولم يقل:

فصبحهم وبسطهم حرير ... ومساهم وبسطهم تراب

ولكن قال:

ولكن ربهم أسرى أليهم فما انتفعوا بشيءـ لم يغن عنهم الوقوف ولم يغن عنهم الذهاب.

وقال:

ومنا يك ذا فم مريض يجد كل شيء مرا، حتى الماء الزلال.

وقال:

فصبحهم وهم أغنياء بسطهم الحرير، ومساهم وهم فقراء ليس عندهم شيء ولا بساط لهم إلا التراب.

لو كان قال هذا، لكان أسلوبه قد انتقل من الخطابة إلى الإخبار. ومثل هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>