صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله ... وعرى أفراس الصبا ورواحله
فههنا صورة مرحة للأفراس والرواحل، وإن كان المراد صفة الشباب، واستعارة هذه المعاني الدالة على الحيوية له.
وقال الهذلي يصف اقتراب السحاب:
كأن تواليه بالملا ... سفائن أعجم ما يحن ريفا
فههنا نعت للسفائن وهي المشبه به.
وكثيرًا ما يدل التشبيه على انطباعه وملاحظة يلاحظها الشاعر، فيكون بذلك معرضًا للتجارب ولوصف أحوال البيئة والمجتمع- كقول امرئ القيس:«نزول اليماني ذي العياب المحمل» فدل على مشهد التاجر اليمني المتنقل في ذلك الزمان وكقول لبيد:
كعقر الهاجري إذا ابتناه ... بأشباهٍ حذين على مثال
فدلنا على أن أهل هجر كانوا يعرفون عمارة المباني وعمل اللبن بقوالب يحذون اللبنات عليها، وقال:
جنوح الهالكي على يديه ... مكبًّا يجتلي نقب النصال
فدلنا على أن صناعة السيوف والنصال كانت معروفة. والهالكي الحداد.
وقال الآخر:
إني وقتلى سليكا ثم أعقله ... كالثور يضرب لما عافت البقر
فهذا كان من عاداتهم وزعم ابن أبي الحديد ينسبه إلى بعض الأذكياء أن العرب