للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

مكر مفر مقبل مدبر معا ... كجلمود صخر حطه السيل من عل

فالمشبه به في جميع هذا موصوف كما المشبه موصوف.

شبه القدماء ذا الرمة في التشبيه بامرئ القيس. والتأمل والأناة ونوعٌ من صناعة، أغلب على طريقة غيلان، ثم له ولعٌ بربط صور جمال النساء بصور جمال الطبيعة ويبث في ذلك أنفاسًا من حرارة صبابته. ومن الوصف الصريح الذي لا يخرج به التشبيه إلى وصف ضمني قول النابغة:

كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليلٍ أقاسيه بطيء الكواكب

تطاول حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذي يرعى النجوم بآئب

فوصف الليل هنا صريح لا تلابسه صفة ضمنية لقطيع من الماشية غاب راعيه وإنما جيء بهذا توسعًا في الكلام.

وقوله:

وحلت بيوتي في يفاع ممنع ... تخال به راعي الحمولة طائرا

حذارًا على ألا تنال مقادتي ... ولا نسوتي حتى يمتن حرائرا

فتشبيه راعي الحمولة بالطائر لا يدخل على النعت الصريح استطرادًا أو إضافة بنعت ضمني للطائر. البيوت التي في أعلى اليفاع واضحة الصورة وكذلك الراعي الذي لبعده دق فصار كأنه طائر.

وقال ذو الرمة:

أقامت به حتى ذوي العود في الثرى ... وساق الثريا في ملاءته الفجر

فههنا نعت صريح للفجر. وصورة الملاءة توضيح لهذا النعت.

<<  <  ج: ص:  >  >>