للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أول طه: {طه (١) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (٢)}.

وفي آخر هذه: {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى} وأول ما يليها: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ}.

ومن أوضح هذه الأمثلة ما في آخر الأحقاف:

{بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}.

وأول القتال: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}.

وآخر الطور: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (٤٩)}.

وأول النجم بعدها: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١)}.

وآخر هذه: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (٦٢)}.

وأول ما يليها: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}.

وأنت تعلم أن الله جل شأنه يقول في سورة العلق: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}.

فهذا قد يبين عندك ما نزعمه من قوة الصلة بين السجود في آخر هذه والاقتراب في أول السورة التي بعدها.

هذا وآخر القمر: {عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}.

وأول الرحمن بعدها: {الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (٢)}. والصلة غير خافية.

وآخر الواقعة: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤)}.

وأول الحديد: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. هذا ولا يخفى ما بين أول الواقعة وآخر الرحمن من الصلة المعنوية القوية.

هذا ولأمر ما ذكروا عن حمزة القارئ إنه كان يعد القرآن كله بمنزلة السورة الواحدة (١). وقد كان غير حمزة من القراء كثير «يرون وصل السور بسكت وبلا


(١) النشر في القراءات العشر لابن الجزري، طبع مصطفى محمد، ١: ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>