للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تميم بن مر وأسياعها ... وكندة حولي جميعًا صبر

واستعمال القافية المقيدة بعد المد كثير جدًا نحو: «غادر» و «ناصح» و «عليم» و «مغربان». ولكن استعمالها من غير أن يسبقها مد غير كثير، وفيه عسر شديد في البحور الطوال، إلا بحري الرمل والمتقارب لخفتهما، فمثال الأول قول سويد ابن أبي كاهل:

بسطت رابعة الحبل لنا ... فوصلنا الحبل منها ما اتسع (١)

ومثال الثاني بيت أمرئ القيس الذي تقدم.

وعامة البحور القصار يصلح فيها التقييد من غير اعتماد على مد قبله، كما في ميمية البحتري المعروفة:

قل للخليفة جعفر الـ ... متوكل بن المعتصم

المجتدي للمجتدي ... والمنعم ابن المنتقم (٢)

وبحر البسيط بخاصة من أشق مسالك القافية المقيدة المسبوقة بحرف متحرك، اللهم إلا أن يكون الروي المقيد هاء كما في قول الآخر:

يا جفنة كإزاء الحوض قد هدموا ... ومنطقًا مثل وشي اليمنة الحبره (٣)

وبحر الخفيف يشبه البسيط في هذه الناحية، ويجوز أن يأتي فيه نحو:


(١) المفضليات، ٣٨١.
(٢) ديوان البحتري (هندية ١٩١١) ٢ - ٢٢٤.
(٣) هذا البيت من أبيات قيلت في رثاء بعض من قتلهم النعمان أحمر العينين والشعر. فالشاعر يقول: قد قتل النعمان بقتله جوادًا كريمًا، وفصيحًا منطيقًا، وقد ندم بقتله جفنة كالحوض، وضيع منطقًا كالوشى.

<<  <  ج: ص:  >  >>