للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنت مولاي شاخص مستصحب ... وضياعي إليكم سوف ينسب (١)

وبحر الوافر يجيء فيه التقييد مع عسر شديد. والكامل والرجز يقبلان التقييد، والجياد المقيدات فيهما قليل، من ذلك قافية رؤبة الرجزية:

«وقاتم الأعماق خاوي المخترق»

وإليها يشير المعري في قوله:

مالي غدوت كقاف رؤبة قيدت ... في الدهر لم يطلق لها إجراؤها

مل المقام فكم أعاشر أمة ... أمرت بغير صلاحها أمراؤها

والطويل أصلح الأوزان الطوال للروي المقيد، كما في كلمة لبيد:

تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر

إذا حان يومًا أن يموت أبوكما ... فلا تخمشا وجهًا ولا تخلقا شعر

وقولًا هو المرء الذي لا حريمه ... أضاع، ولا خان الصديق ولا غدر

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولًا كاملًا فقد اعتذر (٢)

وهذا البيت مما تعب النحويون وأتعبوا الناس بالاستشهاد به.

ومن ذلك كلمة أبي عرارٍ، وهي حماسية مشهورة:

أرادت عرارًا بالهوان ومن يرد ... عرارًا لعمري بالهوان فقد ظلم (٣)

وإن عرارًا إن يكن غير واضحٍ فإني أحب الجون ذا المنكب العمم


(١) هذا البيت صنعته وسلخته من قول ابن الزومي:
أنت ملاي شاخص مصحوب ... وضياعي اليكم منسوب
(٢) انظر رسالة الغفران (لابن الشاطئ) ٤٢٩، وخزانة الأدب للبغدادي، السلفية (٣ - ٢٥٤).
(٣) وانظر الشعر والشعراء ١: ٣٨٩ - ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>