للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تجيء قافية الطويل منتهية بالماء الساكنة، بعد حرف روي ملتزم، على حد ما ذكرناه في بحر البسيط، فتحسن جدًا كما عند النابغة (١):

وإني لألقى من ذوي الضغن منهم ... وما أصبحت تشكو من الوجد ساهره

كما لقيت ذات الصفا من حليفها ... وما انفكت الأمثال في الناس سائره

إلخ ... والأبيات مشهورة.

ومن أعسر القوافي المقيدة، قافية المترادف، وهي التي يتوالى في آخرها ساكنان. وأعسر ما تكون عندما يكون الساكنان صحيحين، نحو قول عدي بن أبي الزغباء الأنصاري:

أنا عدي والسحل ... أمشي بها مشي الفحل (٢)

وهذا نمط صعب، والشعراء يتحامونه إلا في المشطورات القصار، وقد ركبه المعري في قوله:

يا شائم البارق لا تشجك الـ ... ـأظعان فوضن إلى أرض بين

أبين للأوطان في عازب الر ... وض، فما وجدك لما أبين (٣)

وهي كلمة طويلة يعجبني منها هذان البيتان.

وشبيه بالصحيحين الساكنين في العسر، أن يكون الحرف السابق للروي الساكن، واوًا أو ياء ساكنة مفتوحًا ما قبلها، كما في قول الراجز:


(١) مختارات الشعر الجاهلي: ٢٦١ - ٢٦٣ ورسالة الغفران: ٢٨٧ - ٢٨٨ وقوله: وما أصبحت ... لا يناقض قوله ساهره، وإنما أراد أن أعاديه أصبحوا يشكون من حر الموجدة عليه، بعد أن أرقهم الليل بتمامه.
(٢) قاله في يوم، ورأيته في تحقيق الأستاذ: مارزون جونز "جامعة لندن" لمغازي الواقدي، وهو يعده للطبع.
(٣) لزوم ما لا يلزم (مصر) ٢: ٢١٣، وأبين: حنن.

<<  <  ج: ص:  >  >>