الشنفري وامرئ القيس وعمرو بن الأهتم ولا يكاد يخلو غزل جيد من هذا القرى.
ومن الغزل ما يراد للمدح لا حاق للغزل. واجعل من هذا الباب كلمة عمر في السيدة سكينة بنة الحسين وشعر ابن الرقيات في أم البنين. وهذا باب نأمل أن نفصله إذا أخذنا في حديث قريش وأشعار أهل الحجاز عصر بني أمية. وقد عرض له الدكتور طه حسين في حديث الأربعاء فسماه الغزل الهجائي وقد نبهنا على مكان ذلك في الجزء الأول من قبل والذي نذكره هنا من أن هذا الغزل من قبيل المدح مما يبدو أنه يناقض معنى الهجاء كما ترى. وعندنا أن قريشًا مما كانت تشعر هذا المذهب من مذهبها معنى التذكير بالأرحام، فهذا مكان المدح وسنفصله إن شاء الله كما قدمنا. وقد كان شأن الأرحام من أعظم شيء عند قريش.
ومن نعوت ذم الناس ما يراد به الهجاء لا غير، وذلك كقول الجميح:
أنتم بنو المرأة التي زعم الناس عليها في الغيب ما زعموا
وفي نقائض جرير والفرزدق كثير نحو هذا ومن أقبحه قول جرير:
وخضراء المغابن من نمير ... يشين سواد محجرها النقابا
على ما يخالط هذا من هزل كما ترى.
ومن نعوت ذمهن ما يراد به إلى ضرب من غزل ملتو طريقه، مذهوب به غير واضح مذهبه، وهذا هو الذي سميناه الهجاء الغزالي وقد يلحق به بعض أوصاف الشمطاء. وسنفصل في هذا المعنى إن شاء الله- ومن أمثلته على سبيل التمهيد قول حميد بن ثور:
عضمرةٌ فيها بقاءٌ وشدةٌ ... ووالٍ لها بادي النصيحة جاهد
وقد يدخل فيه نحو قول كعب بن زهير وهو تابع لقوله يصف ناقته «كأن أوب ذراعيها إلخ».