للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخمرياتهم وما إلى ذلك. وفي النتف التي ذكرها أبو الفرج الأصبهاني من شعر هذا الأمير الموهوب ما يدل على أنه كان يترنم بالرمل القصير ترنمًا، ويلقي الكلام فيه على أذلاله من غير ما تكلف. وقد لاحظ هذه الظاهرة أبو الفرج نفسه في ترجمته له.

خذ قوله مثلا (١):

خبروني أن سلمى ... خرجت يوم المصلى

فإذا طير مليح ... فوق غصن يتفلى

قلت من يعرف سلمى ... قال ها ثم تعلى

قلت يا طير ادن مني ... قال ها ثم تدلى

قلت هل أبصرت سلمى ... قال ها ثم تولى

وهذا لا تكلف فيه، وقد سماه أبو الفرج سخيفًا، وانظر إلى قوله يصف حالته عندما تنكر في زي شيخ زيات ليزور بعض حبائبه (٢):

إنني أبصرت شيخًا ... حسن الزي مليح

ولباسي لبس شيخ ... في عباء ومسوح

وأبيع الزيت بيعًا ... خاسرًا غير ربيح

وقوله (٣):

يا سليمى يا سليمى ... برد الليل وطابا

يا سليمى يا سليمى ... كنت للقلب عذابا

أيما واش وشى بي ... فاملئي فاه ترابا


(١) الأغاني ٧ - ٣٦. وفي أبي الفرج ميل لا يخفيه لبني أمية وهو منهم.
(٢) نفسه ٢٩: ٧.
(٣) نفسه ٧ - ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>