وقال الرعي:
ما بال دفك بالفراش مذيلا ... أقذى بعينك أم أردت رحيلا
وقول الشنفري الذي مر قبل:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم ... فإني إلى قوم سواكم لأميل
آخذ بطرف معنى البين وبطرف من معنى الليل والهم فهو حقًّا نسيبي المعدن. وإخلاص المعنى لليل يدخل في هذا الباب نحو قول المهلهل:
أليتنا بذي حسم أنيري ... إذا أنت انقضيت فلا تحوري
وذكر الذئب لاحق بذكر الليل يدلك على ذلك قول المرقش في سينيته:
ولما أضأنا النار حول خبائنا ... عرانا عليها أطلس اللون بائس
نبذت إليه حزة من شوائنا ... حياء وما فحشى على من أجالس
فسوغ نحو هذا للفرزدق أن يبدأ بذكر الذئب حيث قال في نونيته التي ذكرناها في الجزء الأول من هذا الكتاب:
وأطلس عسال وما كان صاحبا ... دعوت بناري موهنا فأتاني
وقال امرؤ القيس:
أحار بن عمرو كأني خمر ... ويعدو على المرء ما يأتمر
قال كأني خمر لأنه كان محاربًا لا يشرب الخمر ولا يراها تحل له إلا إذا أدرك الثأر كما في لامية تأبط شرًّا المنسوبة إليه:
حلت الخمر وكانت حراما ... وبلأى ما ألمت تحل
فأسقينها يا سواد بن عمرو ... إن جسمي بعد خالي لخل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute